حكاية العلاقات التاريخية والدبلوماسية العميقة جدآ بين كندا وهولندا

كندا لايف – يغادر رئيس الوزراء جاستن ترودو اليوم متوجهاً إلى أوروبا، حيث سيشارك في محادثات عالية المخاطر مع قادة العالم الآخرين حول القضايا الملحة مثل تغير المناخ والسباق لتطعيم الناس في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

 

في حين أن معظم الرحلة التي تستغرق أسبوعًا تقريبًا سيهيمن عليها اجتماع مجموعة العشرين في روما والقمة المناخية السادسة والعشرون اللاحقة “مؤتمر الأطراف” (COP26) في غلاسكو، فقد خصص ترودو وقتًا لزيارة رسمية لهولندا، والتي تربطها علاقات تاريخية ودبلوماسية عميقة وقوية مع كندا.

 

وقال مسؤول حكومي، متحدثًا للصحفيين في إيجاز قبل الرحلة، إن ترودو تلقى دعوة من رئيس الوزراء الهولندي مارك روته “لتعميق العلاقات بين بلدينا، والتي هي بالفعل عميقة جدًا” وقال المسؤول إن روتي قام برحلة إلى كندا في 2018 و”ترودو يريد رد الزيارة”

 

واضاف المسؤول إن البلدين مترابطان بشكل وثيق فيما يتعلق بأمور السياسة الخارجية، مشيرًا إلى التعاون المستمر في ملف المناخ حيث تدفع الدولتان الدول المتقدمة الأخرى لبذل المزيد للمساعدة في عكس ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

 

تمثل دول مجموعة العشرين وحدها 80 في المائة من الاقتصاد العالمي والجزء الأكبر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية. وهذا يجعل من قمة روما – التي ستعقد قبل COP26 مباشرة، حيث سيكون موقف دول مجموعة العشرين حاسماً – ذات أهمية خاصة.

 

وصل اجتماع وزراء البيئة لمجموعة العشرين إلى طريق مسدود في وقت سابق من هذا العام عندما فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن أولويات مثل التخلص التدريجي من الفحم والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

 

خلال توقفه في لاهاي، العاصمة الدبلوماسية لهولندا، من المتوقع أن يلقي ترودو خطابًا للبرلمانيين في Binnenhof. ومن المقرر بعد ذلك أن يسافر مع الأميرة مارغريت – وهي عضوة في العائلة المالكة الهولندية ولدت في أوتاوا أثناء وجودها في المنفى خلال الحرب العالمية الثانية – لوضع إكليل من الزهور في مقبرة بيرغن أوب زوم الكندية للحرب في جنوب البلاد.

 

توفي 7،500 جندي كندي أثناء تحرير هولندا.. لايمكن إنكار العلاقة الكندية الهولندية من خلال التجربة المشتركة بين البلدين خلال ذلك الصراع الدموي. توفي أكثر من 7،500 رجل وامرأة كنديين أثناء تحرير هولندا من الحكم النازي في أواخر عام 1944 وأوائل عام 1945، قبل استسلام ألمانيا.

 

قال روته خلال خطابه أمام البرلمان الكندي في 2018: “نحن ممتنون إلى الأبد لأولئك الجنود الكنديين الشجعان الذين حملوا نور الحرية إلى بلادنا في أحلك أوقاتها” “هذا لن ننسى أبدًا”

 

قال جيفري هايز أستاذ التاريخ بجامعة واترلو وخبير في تحرير الجيش الكندي الأول لهولندا. إنه دائمًا ما يُذهل بالاحترام الذي يظهره المدنيون الهولنديون للجنود الكنديين السابقين الذين ساعدوا في تحرير هذا البلد بعد حملة عسكرية وحشية استمرت ثمانية أشهر.

 

“أتذكر في التسعينيات في الذكرى الخمسين للتحرير ، تمت دعوة الكنديين مرة أخرى وكان من المذهل رؤية القرويين الهولنديين الذين كانوا يحتشدون مع هؤلاء المحاربين الكنديين القدامى. كانوا مثل نجوم موسيقى الروك. لقد كان حقًا شيئًا ما. وكان “كان الاستقبال غير عادي للغاية”

 

“إنهم يقدرون التدخل الكندي بطريقة لا يفهمها معظم الكنديين. قُتل الكثير من الرجال في ثمانية إلى عشرة أشهر من الحرب وهذا أمر يدركه الهولنديون بشأن الموقف الكندي.”

 

أثناء مساعدة الهولنديين على تأمين حريتهم، ساعدت الانتصارات الكندية أيضًا على دعم خطوط الإمداد الحاسمة لجيوش الحلفاء بينما واصلوا اندفاعهم نحو ألمانيا.

 

وأضاف هايز “نقترح في كثير من الأحيان أن الحرب قد انتهت بحلول أوائل عام 45، لكنها بالتأكيد لم تكن في مدن وقرى هولندا التي تم تحريرها من قبل الكنديين” “إنه أحد العناصر التي تم التغاضي عنها في الحرب. لم نكن نندفع باتجاه برلين ولم نندفع لاحتلال ألمانيا”

 

وأشار هايز بعد الحرب ساعد المهندسون الكنديون في استبدال السدود المحطمة، وتحلية التربة الملوثة و”إعادة الناس للوقوف على أقدامهم بعد القتال” كما ساعد ضباط الشؤون المدنية الكنديون المسؤولين المحليين في استعادة المؤسسات الديمقراطية مثل مجالس المدن التي تم تهميشها في ظل الحكم الألماني.

 

مقابر الحرب الكندية الثلاثة في هولندا – بما في ذلك المقبرة في بيرغن أوب زوم التي سيزورها ترودو يوم الجمعة – يتم صيانتها بطريقة صحيحة من قبل لجنة مقابر الكومنولث الحربية والقرويين الهولنديين الذين يعيشون في مكان قريب.

 

قال هايز: “من التقاليد السائدة في العديد من العائلات هناك الاعتناء بمقابر معينة”

 

ذهبت الأميرة جوليانا – التي حكمت فيما بعد ملكة هولندا من عام 1948 إلى عام 1980 – مع عائلتها إلى المنفى في كندا أثناء الاحتلال النازي لبلدهم، حيث أقامت في مقر إقامة ستورنوواي في أوتاوا. (Stornoway، قصر جميل ولكن متواضع في حي Rockcliffe Park، هو الآن المقر الرسمي لزعيم المعارضة الرسمية).

 

نجبت جوليانا مارغريت في مستشفى أوتاوا سيفيك في عام 1943 وتنازلت كندا مؤقتًا عن مطالبتها بتلك المنطقة لضمان ولادة الأميرة الشابة مواطنة هولندية. ضمنت اللفتة الدبلوماسية أن مارجريت لن تبقى خارج خط خلافة العرش.

 

وأشار هايز: “إن العائلة المالكة الهولندية متواضعة حقًا. لقد كانوا جزءًا من المشهد في أوتاوا وشوهدوا وهم يتجولون بحرية مع أطفالهم – وكان ذلك موضع تقدير واضح” مشيرًا إلى أن هولندا لا تزال ترسل إلى أوتاوا ما يقرب من 10،000 باقة من ورد الزنبق كل عام لرد الجميل الذي أبداه الكنديون في وقت الأزمات.

 

كندا لايف Canada Live

شارك الخبر مع أصدقائك