بعد فترة طويلة من مغادرة زملائه للفريق الذي يلعب على الجليد من أجل التبديل، واصل أحد الفتية مطاردة قرص الهوكي.
ولكن فجأة سمع مدربه يهتف له: يامن.. يامن! بدل!
فينتبه ذلك الفتى وهو في غمرة بهجته الطفولية في تلك المباراة إلى مقاعد البدلاء، فيتزلج نحوها والابتسامة تملى وجهه كما يقال من الأذن الى الأذن
في حلبة سانت جونز يبدو يامن كغيره من الفتيان في مثل سنه، إذ يبدي حماسة وسعادة تنسجم تماماً مع طبيعته
وكان قبل عام ذلك الفتى محور دعوات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحدثت حول فتى لاجئ من سوريا يريد أن يلعب الهوكي مع أصدقائه، لكنه لا يمتلك المعدات اللازمة لذلك
والرجل الذي نشر ذلك المنشور كان يقف وراء مقعد بدلاء الفريق الخصم.حيث قاد فريق ابنه في مباراة ودية ضد فريق يامن
هذا الشخص اسمه مايكل دويلي، لكنه يرفض أن يكون له أي فضل في وصول يامن إلى حلبة الجليد، أو بالنسبة لأي شيء حققه ذلك الفتى حتى الآن
فقد قام دويلي بنشر ذلك المنشور بعدما أتاه أحد جيرانه وأخبره بأن هنالك فتى صغيراً بحاجة للمساعدة حتى يتمكن من لعب الهوكي، وهكذا نشر دويلي عبر حسابه على تويتر طلباً انتشر فوراً عبر الشابكة كالنار في الهشيم
وعن تلك التغريدة يقول دويلي: “خلال عشرين دقيقة ظهرت التجهيزات أمام باب بيتي”
كما بدأ الجميع بجمع المال أيضاً، فتمكنوا من تأمين ما يكفي من المال والتجهيزات لتسجيل ثلاثة أطفال في تدريب الهوكي للصغار
ويتابع دويلي بالقول: “كان الناس رائعون بحق، فقد توحد المجتمع بأسره بشكل لم أعهده من قبل كما لم أتوقع حدوثه”
وقد لفتت هذه القصة نظر الإعلامي جيمس دوثي الذي أفرد لها فصلاً في كتابه الجديد: جماليات، تحت عنوان: عن يامن بايع
يذكر أن يامن ولد في مدينة حلب بسوريا ثم سافر إلى العراق عندما اشتد خطر الحرب في بلاده، ومن هناك توجه مع أمه وإخوته إلى كندا ليحطوا الرحال في سانت جونز في آذار 2019
ويحدثنا يامن بعد المباراة فيقول: “أحب الهوكي لأني أحب فريقي، ففريقي بارع جداً بالهوكي”
ولدى يامن سبب آخر ليشعر بالفخر، وهو فوز فريقه في دوري عيد الميلاد الذي أقيم خلال الأسبوع الماضي، وهكذا حصد يامن أول ميدالية ذهبية له بعد أقل من عام على اختياره لهذا النوع من الرياضة
وعن الميدالية يقول: “إنها موجودة لدي في الحقيقة، وبوسعي أن أريكم إياها”، ثم جرى على السلالم ليحضرها من حقيبته المخصصة لمعدات الهوكي
ويامن فتى لطيف لا يمكنك إلا أن تبتسم إذا رأيته مبتسماً، فابتسامته تنتشر كالعدوى بين بقية اللاعبين والمدربين والأهالي. ويرى دويلي بأن ما يجعل قصة هذه الفتى مميزة هو الإيجابية التي يحملها يامن إلى حلبة التزلج، وعن ذلك يقول دويلي: “إنها البهجة التي تغمره عندما يلعب الهوكي، إذ إنه يأتي إلى الحلبة مبتسماً ويغادرها مبتسماً”
ويخبرنا يامن أنه لم يحدد أي هدف لنفسه كلاعب، وبأن أهدافه لم تتعد التزلج بقوة مع تحقيق الأهداف، لكنه يفكر بما يريد أن يصبح بعد مرحلة هوكي الصغار، إذ يقول: “أريد أن أصبح مدرباً”
وقد أخبر دويلي عن خطته خلال الأسبوع الماضي، وهذا ما أسعد أباه الروحي في مجال الهوكي إلى أبعد الحدود، لذلك قال عنه: “إنه سيلتزم بذلك طيلة حياته”
إلا أن يامن لن ينسى كرم الناس الذي غمره عندما كانت أسرته بحاجة إلى شيء من المساعدة، ولهذا يقول: “أود أن أشكر كل من ساعدوني على لعب الهوكي، وأحب أن أقول لهم: شكراً لكم جميعاً.
كندا_لايف_Canada_Live