كندا لايف – في خطوة تعد الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعبئة العامة العسكرية جزئياً في روسيا، التي اعتبرها الكثيرون أنها “خطة انتقام جديدة”، منذراً فيها الغرب بأنه لم يكن يخادع عندما قال إنه مستعد للجوء لأسلحة نووية للدفاع عن روسيا، ما يمثل تصعيداً خطيراً للصراع الدائر في أوكرانيا منذ 7أشهر
وأثار الخطاب الذي وجهه “سيد الكرملين” إلى المواطنين الروس، تكهنات بشأن مسار الحرب ومستقبل بوتين (69 عاماً) وأظهر أن الرئيس الروسي يضاعف من رهاناته على ما وصفها بأنها “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا
وفي أكبر تصعيد للحرب في أوكرانيا، منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، زاد بوتين صراحة من احتمالات الصراع النووي وأقر خطة قد تفضي لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا تصل لما يوازي حجم المجر واستدعى نحو 300 ألف من جنود الاحتياط، كما حذر الغرب قائلاً “أولئك الذين يحاولون ابتزاز روسيا بالأسلحة النووية، الرياح قد تهب باتجاهكم”، منوهاً بأن روسيا تملك أسلحة دمار أكثر تطوراً مما لدى دول الناتو
ووفق تقارير غربية، يراهن بوتين بالأساس على أن زيادة مخاطر اندلاع مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي، التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، وروسيا بما قد يشكل خطوة إضافية صوب اندلاع حرب عالمية ثالثة، سيدفع الغرب لمراجعة موقفه من دعم أوكرانيا وهو أمر لم يظهر الغرب أي مؤشر عليه حتى الآن
مرسوم “التعبئة”
واليوم، تطرق “سيد الكرملين” في خطابه الذي بثه التلفزيون الرسمي، إلى مستقبل العملية العسكرية على الأراضي الأوكرانية، معلناً أن مرسوم التعبئة الجزئية للجيش ينص على إجراءات إضافية لدفاع الدولة
وقال بوتين:” التعبئة الجزئية للجيش تبدأ اليوم، الجميع سيخضع لاختبارات وتدريبات تستند إلى الخبرة المكتسبة خلال العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، التعبئة الجزئية ستكون من قوات الاحتياط وممن يمتلكون الخبرة في القتال”. وجدد تأكيده على أن “هدف العملية العسكرية في أوكرانيا تحرير دونباس”، موضحاً أن “معظم الناس في المناطق التاريخية بأوكرانيا لا يريدون العيش تحت رحمة النازيين الجدد”
وأشار إلى أن “أوكرانيا تخلت عن التسوية في دونباس وأعلنت عن مزاعمها للحصول على أسلحة نووية وقد يتبع ذلك هجوم على شبه جزيرة القرم”
ووجه رسائل للغرب بأنه “تجاوز كل الحدود في عدوانه على البلاد، ولا يريد السلام بين كييف وموسكو”. وتابع: “السياسيون الغربيون غير المسؤولين يتحدثون عن إمداد أوكرانيا بأسلحة هجومية ومعدات لضرب روسيا”
ونوه إلى أن “أوكرانيا كانت جاهزة في البداية للمفاوضات لكن تم إعطاؤها أمراً مباشراً بعرقلة جميع الاتفاقات”
ودعا حكومته إلى “توفير أموال لزيادة إنتاج الأسلحة”، محذراً الغرب من أن روسيا “لديها الكثير من الأسلحة للرد”، مهدداً باستخدام “كل الموارد المتاحة لديها” للدفاع عن سيادتها وأراضيها
هذا وأقرت روسيا اليوم بمقتل 5937 جندياً روسياً منذ بدء الحرب وهي حصيلة أقل بكثير من التقديرات الأوكرانية والغربية
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في مقابلة مع محطة “روسيا-24” التلفزيونية “خسائرنا حتى اليوم بلغت 5937 قتيلاً”، مؤكداً بعد دقائق إعلان الرئيس فلاديمير بوتين تعبئة جزئية أن روسيا تقاتل “الغرب أكثر منه أوكرانيا”
كما وكشف وزير الدفاع أن التعبئة تشمل 300 ألف احتياطي من أصل ما يقرب من 25 مليون شخص مسجلين في القوات الاحتياطية
ووفق إعلام روسي فإن كلمة بوتين كان الهدف منها الحديث عن مستقبل العملية العسكرية واستفتاءات انضمام منطقتي دونيتسك ولوهانسك ومقاطعتي خيرسون وزابوريجيا إلى روسيا
ونشر الكرملين، المرسوم الخاص بالتعبئة العسكرية الجزئية في البلاد، الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وتأتي خطوة بوتين بعد ساعات من إعلان 4 مناطق موالية لموسكو في أوكرانيا عن استفتاءات خلال الفترة من 23 -27 سبتمبر (أيلول) الجاري بهدف الانضمام إلى روسيا
خطة الانتقام الجديدة
ويشار إلى، أن رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف، توعد أمس الأوكرانيين قائلاً: إن “ما شاهدوه منذ بداية الحرب سيكون بمثابة “مزاح” مقارنة بما هو قادم”
وتحدث قديروف عبر حسابه في “تيليغرام”، عما سماه الانتقال إلى تكتيكات عمل جديدة في أوكرانيا. وقال “هذا كل شيء. نحن ننتقل إلى تكتيك جديد للعملية الخاصة ضد الأوكرونازيين، لن نمازحهم بعد الآن”
وحذر قديروف من أن العواقب الكبيرة لـ “خطة الانتقام الجديدة” تنتظر العدو في المستقبل القريب، وستبدو الإجراءات السابقة بالنسبة لهم بمثابة “مزاح صبياني”
وقال ان “الذين سيتعاملون مع هذه الرسالة كإشارة غير لطيفة ويتوصلون إلى استنتاجات متوازنة للخلاص سيكونون محظوظين، استعدوا للتكتيكات الجديدة”
وكان قديروف أعلن مطلع الشهر عن أن مقاتلين شيشانيين من وحدات النخبة – فوج “الشمال” وكتيبة “الجنوب”- توجهوا إلى منطقة العمليات الخاصة في دونباس التي تطالب بالاستقلال عن اوكرانيا منذ عدة سنوات
وقال “إن أفضل أبناء الشعب الشيشاني، جنود وحدتين خاصتين من النخبة(..) توجهوا إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة في دونباس. للقيام بالمهام التي حددها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين”
جذب المقاتلين الأجانب
وأمس، قدمت موسكو إغراءات جديدة لجذب المقاتلين الأجانب، وتشجيعهم على القتال في صفوف الجيش الروسي، حيث أقر نواب مجلس الدوما الروسي، تعديلات على قانون الجنسية الروسية، يمنح الأجانب من الذين أبرموا عقداً للخدمة في القوات المسلحة الروسية، فرصة الحصول على الجنسية خلال عام واحد
وبموجب القانون الجديد، سيتمكن الأجانب الذين أبرموا عقداً مع وزارة الدفاع الروسية للخدمة في القوات المسلحة الروسية أو القوات الأخرى أو التشكيلات العسكرية لمدة عام واحد على الأقل، من الحصول على الجنسية الروسية بطريقة مبسطة دون الحاجة إلى الحصول على إقامة مؤقتة أو دائمة
ويتضمن القانون أيضا تقليص الفترة التي يتم فيها إبرام العقد الأول للخدمة العسكرية مع دخول المواطن الأجنبي الخدمة في منصب عسكري من خمس سنوات إلى سنة واحدة للرتب: (جندي، بحار، رقيب، رئيس عمال). وكان القانون السابق ينص على ضرورة الخدمة بموجب عقد عسكري لمدة 3 سنوات على الأقل
ومن جانبه، أعلن عمدة مدينة موسكو، سيرخي سوبيانين، عن تعاون مركز الهجرة التابع للعاصمة في منطقة “ساخوروفا” مع وزارة الدفاع الروسية بشأن تبسيط اكتساب الجنسية الروسية للمواطنين الأجانب، ممن أبرموا عقدا لمدة عام واحد على الأقل للخدمة في القوات المسلحة الروسية
وفي السياق ذاته، أفاد تقرير لوكالة “رويترز”، قبل أيام قليلة، أن الجيش الروسي، الذي يبحث عن جنود متعاقدين للمشاركة للقتال في أوكرانيا، لجأ إلى نشر شاحنات تجنيد متنقلة لجذب المتطوعين، كما يعرض عليهم ما يقرب من 3 آلاف دولار شهريا لتحفيزهم
ووضعت وحدة خاصة إحدى هذه الشاحنات في حديقة مركزية في مدينة روستوف بجنوب روسيا أمس السبت وأزالت جانبين منها لتكشف عن مكتب متنقل
وأظهر جنود يرتدون ملابس مموهة وأقنعة سوداء أسلحتهم للفت أنظار المارة، ووزعوا نشرات إعلانية بعنوان “الخدمة العسكرية بتعاقد – اختيار الرجل الحقيقي”
إلا أن حملة التجنيد تظهر أن موسكو بحاجة إلى مزيد من الرجال. وقال الضابط المسؤول عن الشاحنة في روستوف إنه يمكن للروس والأجانب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً ممن أكملوا التعليم الثانوي على الأقل التقدم
وقال الميجر سيرخي أرداشيف المواطنون الذين يفكرون بطريقة وطنية يختارون توقيع عقود لمدة ثلاثة أو ستة أشهر للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة ، ووعد بتقديم تدريب للجميع
والحد الأدنى المعروض للأجر الشهري هو 160 ألف روبل (2700 دولار)، وهو ما يقترب من 3 أضعاف متوسط الأجر على مستوى البلاد
دعم الاستفتاءات
ومن جهة ثانية، أعلن بوتين دعمه الصريح لاستفتاءات تجرى في الأيام المقبلة في مساحات شاسعة من أوكرانيا تسيطر عليها القوات الروسية فيما ستعد الخطوة الأولى لضم تلك المناطق رسمياً لبلاده
وطلب مسؤولون في جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين من جانب واحد، واللتين اعترف بهما بوتين قبل الحرب مباشرة، ومسؤولون عينتهم روسيا في منطقتي خيرسون وزابوريجيا إجراء تصويت على مستقبل تلك المناطق
وقال بوتين “سندعم قرارهم عن مستقبلهم، الذي سيحدده أغلبية السكان في جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك وفي زابوريجيا وخيرسون”
وتابع قائلاً: “لا يمكننا، لا نملك الحق الأخلاقي في تسليم مقربين منا للجلادين، لا يسعنا سوى أن نستجيب لرغبتهم المخلصة في تقرير مصيرهم بأنفسهم”
ويمهد ذلك الطريق لضم رسمي محتمل لمناطق تشكل نحو 15 % من الأراضي الأوكرانية
وقال الغرب وكذلك أوكرانيا إن “خطة الاستفتاءات غير قانونية” مع التعهد بعدم قبول النتائج، وأضافوا أنه “بضم أراضٍ أوكرانية رسمياً، يعطي بوتين لنفسه ذريعة محتملة لاستخدام أسلحة نووية من ترسانة روسيا الضخمة التي تضم رؤوسا حربية أكثر ربما مما تمتلكه الولايات المتحدة”
وتتيح العقيدة النووية الروسية استخدام مثل هذه الأسلحة إذا تم استخدام أسلحة دمار شامل ضدها أو إذا كانت الدولة تواجه تهديداً وجودياً من أسلحة تقليدية، وفق وكالة “رويترز”
ردود أفعال
وأثار خطاب بوتين ردود أفعال عالمية واسعة، تجاوزتها إلى تداعيات اقتصادية ونقص المعروض من الطاقة، ما قفز بأسعار النفط وأدى لهبوط الأسهم الأوروبية وتراجع الروبل الروسي
وفي تعليقها على الخطاب، قالت كييف إن “خطوة موسكو كانت متوقعة”، وفقاً لمستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك، الذي أضاف لـ”رويترز”، بأن إعلان بوتين يظهر أن الحرب “لا تسير وفقاً لخطته”
واعتبر بودولياك أن تصريحات بوتين في الخطاب “تهدف إلى إلقاء اللوم في الحرب واقتصاد روسيا المتدهور على الغرب”، متوقعاً ألا تحظى الخطوة بشعبية في روسيا
وهو ذات الأمر الذي أكد عليه مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، مشيراً إلى أن أوكرانيا “ستواصل العمل بنفس الطريقة”، بعد الخطوة الروسية
وكذلك، ردت السفيرة الأمريكية في كييف بريدجيت برينك، على الخطاب قائلة إن “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي علامات ضعف وفشل روسي”
وأكدت السفيرة في تغريدة على تويتر أن الولايات المتحدة لن تعترف بضم روسيا لأي أراضي أوكرانية، متعهدة بأنها ستواصل الوقوف مع أوكرانيا “مهما طال الأمر”
وفي برلين، قال روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، إن التعبئة الجزئية للجيش التي أمرت بها روسيا هي تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا تدرس الحكومة الألمانية الرد عليه
وأضاف أنها: “خطوة أخرى سيئة وخاطئة من روسيا، والتي بالطبع سنناقشها ونتشاور بشأنها سياسياً فيما يتعلق بكيفية الرد”، بحسب “رويترز”
وفي وقت سابق، قالت وزيرة الخارجية البريطانية، جيليان كيجان، إن خطاب بوتين، الذي أعلن فيه التعبئة العسكرية الجزئية يمثل تصعيداً مقلقاً
وذكرت كيجان في حديث لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية: “يجب أخذ التهديدات التي وجهها (بوتين) على محمل الجد”
تأثير اقتصادي
وفي تأثير اقتصادي مباشر لإعلان التعبئة، قفزت أسعار النفط بأكثر من 2%، اليوم، ما أثار مخاوف من حدوث المزيد من النقص في إمدادات النفط والغاز
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.28 دولار أو 2.5% إلى 92.90 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش بعد أن تراجعت 1.38 دولار في اليوم السابق
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.22 دولار أو 2.6% مسجلة 86.16 دولار للبرميل
وانخفضت الأسواق الأوروبية بعد إعلان بوتين التعبئة إذ زادت من مخاوف المستثمرين القلقين أصلاً من رفع معدلات الفائدة الأمريكية للمرة الثالثة هذا العام والمتوقعة في وقت لاحق اليوم
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3% مع انخفاض أغلب قطاعاته الفرعية. وهبط قطاع التكنولوجيا الحساس لأسعار الفائدة 1.2%، بينما ارتفعت أسهم شركات الطاقة بـ1% وسط ارتفاع في أسعار النفط
وتراجع الروبل الروسي 1% إلى 61.2 مقابل الدولار اليوم عقب خطاب بوتين
كما وقفز الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في عقدين، متأثراً بإعلان بوتين، وذلك قبل أن يتخذ الفيدرالي الأمريكي قرار برفع محتمل لأسعار الفائدة الأمريكية في وقت لاحق اليوم
سيناريو
وفي ذات الشأن، ترى مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية،أن إعلان الرئيس فلاديمير بوتين، التعبئة العامة للحرب، حيث تخوض موسكو الحرب في أوكرانيا بوسائل وأعداد محدودة، “خطوة قد يصحح بها الزعيم الروسي خطأه الأولي عندما استخف بالمقاومة الأوكرانية والدعم الغربي”
وأضافت المجلة، “نظراً لأن عدد سكان روسيا يبلغ 3 أضعاف سكان أوكرانيا تقريبا، فمن غير المرجح أن تتمكن كييف من النجاة من حرب استنزاف طويلة حتى بالمستويات الحالية لنشر القوات الروسية. التعبئة الكاملة ستمنح موسكو ميزة لا يمكن التغلب عليها”
أما عن السيناريو “الأكثر إزعاجاً، ليس فقط للغرب بل للعالم بأسره”، فقد أشارت المجلة إلى أن موسكو “قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية”، معتبرة أن “مثل هذه الضربات ستقضي على أجزاء كبيرة من الجيش الأوكراني والمقاومة في الوقت نفسه”
وإلى ذلك، أوضحت “ناشيونال إنترست”: “سيكون اختراق العتبة النووية خطوة خطيرة للغاية، وبوتين يدرك جيداً هذه النقطة. ومع ذلك، إذا توصل إلى أن البديل الوحيد هو قبول تسوية مذلة يفرضها الناتو من شأنها أن تخاطر بقبضته على السلطة، فسيكون من الغباء الافتراض أنه لن يخاطر أبداً”
وتابعت: “تعتبر النخبة الحاكمة في روسيا أوكرانيا مصلحة حيوية للأمن القومي. إن الدول التي تواجه تهديداً للمصالح الحيوية ستفعل أي شيء تقريباً لصد مثل هذا التهديد”
واختتمت المجلة تحليلها بالقول: “لطالما كانت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون غافلين بشكل خطير عن تحذيرات الكرملين المتصاعدة من أن روسيا لن تسمح أبداً لأوكرانيا بأن تصبح بيدقاً سياسياً وعسكرياً للناتو”، مضيفةً “كان هذا الإخفاق المتغطرس المنفلت في احترام المنطقة الأمنية الأساسية لروسيا هو الدافع الرئيسي لغزو بوتين لأوكرانيا”
المصدر (وكلات)
كندا لايف Canada Live
شارك الخبر مع أصدقائك
Howdy! Would you mind if I share your blog with my twitter group? There’s a lot of people that I think would really appreciate your content. Please let me know. Many thanks