Medicago: لقاح كندي منافس لفيروس كورونا من سلالة نبات التبغ!

تحت الغطاء الثلجي الشتوي على مشارف مدينة كيبيك. ينمو داخل بيت زجاجي عالي التقنية، يقع عند 23 درجة مئوية، صفآ تلو الآخر من الأعشاب الضارة التي يمكن أن تساعد في إنهاء جائحة فيروس كورونا.

يطلق عليه Nicotiana benthamiana، من سلالة نبات التبغ وموطنه أستراليا، وهو مفتاح لقاح COVID-19 التابع لشركة الأدوية البيولوجية Medicago.

ميديكاغو هو المنافس الكندي الرائد لإنتاج لقاح، مع اتفاق لتزويد الحكومة الفيدرالية بـ 76 مليون جرعة إذا تمت الموافقة على استخدامه.

يمكن أن يكون Medicago أختراق علمي لعلوم اللقاحات. إنه يتضمن تقنية جديدة سريعة وذكية، واللقاح يمكن تخزينه في درجات حرارة الثلاجة العادية، من 2 درجة مئوية إلى 8 درجات مئوية، على عكس اللقاحين الآخرين المتداولين حاليآ، والذي يتطلب كل منهما التخزين المجمد أو شديد البرودة.

في حين أنه من الممكن أن تظهر الشركة باعتبارها الأعجوبة الجديدة لقطاع التكنولوجيا الحيوية الكندي،
إلا أنها لم تكن خالية من الشدائد.

لسنوات، حذرت شركة Medicago من أن كندا بحاجة إلى الاستعداد لمواجهة جائحة وضغطت على المسؤولين الحكوميين للتمويل لبناء موقع محلي لتصنيع اللقاح. لكن ميديكاغو لم تحصل على ما تحتاجه من الحكومة الفيدرالية إلا بعد اندلاع أزمة COVID-19.

في يوليو/تموز، أعلنت عن خطط لإبعاد نفسها عن مساهم كبير، فيليب موريس إنترناشونال، الذي يمتلك حوالي ثلث الشركة. وهي علاقة مثيرة للجدل مع شركة Big Tobacco كانت مصدر العوائق والنقد. ثم في ديسمبر/كانون الأول. حلت الشركة محل رئيسها ومديرها التنفيذي.

لم يمنع أي من هذا شركة Medicago من إغفال هدفها: اللقاح.

في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، طور 100% من الأشخاص الذين تلقوا لقاح COVID-19 استجابات كبيرة للأجسام المضادة دون آثار ضارة شديدة.

يتم الانتهاء حاليآ من المرحلة الثانية من التجارب السريرية ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثالثة في وقت لاحق من هذا الشهر. وسيشمل 30 ألف شخص في 11 دولة. بما في ذلك كندا.

وسيحدد في النهاية ما إذا كان اللقاح يحمي الناس من COVID-19. يتطلب اللقاح جرعتين، بينهما 21 يومآ. وإذا تمت الموافقة عليه من قبل وزارة الصحة الكندية. يمكن أن يكون في متناول الكنديين بحلول النصف الثاني من هذا العام.

في حين أن لقاح Medicago قد لا يكون أول من خرج من البوابة، إلا أن تقنيته لا تزال أسرع بكثير من تلك التقليدية، مثل الأنفلونزا و MMR، التي تُزرع في بيض الدجاج. وهي عملية مرهقة يمكن أن تستغرق ما يصل إلى ستة أشهر. باستخدام النباتات بدلاً من البيض، أنتج Medicago لقاحآ مرشحآ لـ COVID-19 في غضون 20 يومًا من تلقي التسلسل الجيني.

بمجرد حقنها بالمادة الجينية لبروتين السنبلة، يشكل النبات ما يسمى “جزيئات تشبه الفيروسات” أو VLPs.

يوضح الدكتور هالبرين: “الإنسان الذي يحصل على ذلك يرى أن هذا يبدو وكأنه فيروس”

ولكن إنه ليس فيروسآ يمكن أن يصيبك لأنه مجرد كبسولة نباتية تحيط ببروتين السنبلة، ولكن نظرآ لخداع الجهاز المناعي لرؤيته كجسيم فيروسي، فإنه يستجيب بشكل جيد للغاية.

لقد أثبت استخدام تقنية VLP بالفعل أنه منصة فعالة. وعلى الأخص مع لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري. وجارداسيل وسيرفاريكس – ولكن لم يتم تطوير VLPs في النباتات لاستخدامها في لقاح تجاري.

أجرى Medicag خمسة عشر تجربة للإنفلونزا الموسمية باستخدام هذا النهج ويقول إنه “يعمل بشكل جيد”

هذا اللقاح قيد المراجعة حاليآ مع وزارة الصحة الكندية للموافقة عليه. قال الدكتور وارد: “نأمل في أن نحصل في الموسم المقبل على لقاح إنفلونزا مرخص للعالم”

ولكن إذا حصلت Medicago على الضوء الأخضر من Health Canada لبدء شحن لقاح COVID-19 في وقت لاحق من هذا العام، فإن الجزء الأكبر من جرعاتها سيأتي في البداية من الولايات المتحدة، وليس كندا.

ذلك لأن موقع التصنيع في مدينة كيبيك التابع لميديكاغو لا يزال قيد الإنشاء ولن يكون جاهزآ حتى نهاية عام 2023 وربما عام 2024.

”إنه أمر مخيب للآمال للغاية. قال بروس كلارك: الرئيس التنفيذي والرئيس لشركة ميديكاغو من عام 2017 حتى ديسمبر 2020 ، “إنه أمر محبط وغير ضروري”.

وأوضح، أن ميديكاغو كانت تطلب على مدار سنوات من الحكومة الفيدرالية أموالًا للمساعدة في التأهب للوباء وتطوير مصنع في الداخل.

في الفترة من 2017 إلى مارس/آذار من عام 2020. عندما تم الإعلان عن الوباء، التقى ممثلو Medicago مع المسؤولين الحكوميين 24 مرة، بحثًا عن “شراكات وتمويل لدعم البحث والتطوير وتسويق اللقاحات” و الاستعداد ضد “الفاشيات المستقبلية للأمراض المعدية الناشئة”.

قال كلارك: “إذا كانوا قد اتخذوا القرار قبل عامين عندما كنا نجري مناقشات معهم، لكان لدينا منشأة الآن”.

وكانت الشركة تتوقع ظهور وباء جديد من سلالة من الأنفلونزا، مثل جائحة إنفلونزا الخنازير H1N1 عام 2009، وليس فيروس كورونا.

في عام 2005، بدأ الرئيس التنفيذي آنذاك آندي شيلدون. الذي كان يتمتع بخبرة كبيرة في تطوير الوباء، التحول إلى تطوير لقاح الإنفلونزا.
وبحلول العام المقبل، قال إنه كانت هناك “اجتماعات متكررة” مع الحكومة الفيدرالية، في محاولة لتأمين الأموال لتوسيع نطاقها.

لكن الأموال التي احتاجتها Medicago لبناء موقع تصنيع لم تصل. على الأقل ليس في كندا.

جاءت الرؤية والمتابعة لمصنع إنتاج في الولايات المتحدة، من وكالة DARPA وهي وكالة بحث وتطوير تابعة لوزارة الدفاع. في عام 2009 في ظل إدارة أوباما.

أطلقت DARPA مشروع Blue Angel كرد فعل على أنفلونزا الخنازير القاتلة في ذلك العام لإظهار أنه إذا حدث جائحة آخر، فيمكنه الاستجابة بسرعة بلقاح.

فاز ميديكاغو بعقد قيمته 21 مليون دولار أمريكي بعد عام لتصنيع 10 ملايين جرعة من لقاح الإنفلونزا شهريًا. كجزء من هذه الاتفاقية وضخ النقود، طورت 9،000 متر مربع من مرافق البحث والتطوير في ولاية كارولينا الشمالية، مما أدى إلى زيادة رأس المال المتبقي المطلوب.

لم تحقق ميديكاغو هدفها المتمثل في صنع 10 ملايين جرعة شهريًا فحسب، بل أصبح لدى الشركة الناشئة التي كانت تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية حديثآ مصنعآ للإنتاج. لم تكن تنتج على نطاق تجاري، لكنها كانت البداية.

في حالة الموافقة على لقاح COVID-19 من Medicago، سيأتي الجزء الأكبر من الإمداد في البداية من مصنع كارولينا الشمالية هذا. فقط %10 سيتم “صنعها في كندا” في السنة الأولى، قادمة من مصنعها التجريبي على الجانب الغربي من مدينة كيبيك.

قال بروس كلارك ، الرئيس التنفيذي من 2017 إلى 2020: “أعتقد أن ما يتبادر إلى الذهن هو المعضلة الكندية الكلاسيكية”
“لديك قدرة سليمة ومثبتة، ولكن يجب أن تذهب إلى مكان آخر في العالم ليتم التحقق من صحتها، عادةً في الجنوب من الحدود، ثم قال الكنديون ، “أوه ، هذا جيد جدًا ربما يجب أن نستخدمه”

مع تشغيل المصنع الأمريكي، بدأت الأموال في الوصول إلى كندا. في عام 2015، حصلت حكومة مقاطعة كيبيك على قرض بمبلغ 60 مليون دولار، بينما أقرضت الحكومة الفيدرالية ومدينة كيبيك 8 ملايين دولار و 6.5 مليون دولار على التوالي.

بينما كان دعم كيبيك كبيرآ ، قال شيلدون إن المساهمة الفيدرالية كانت “مخيبة للآمال بعض الشيء”

ومع ذلك، كانت هي العاصمة التي احتاجتها ميديكاغو لبدء بناء مصنع إنتاج من الدرجة التجارية في كندا: منشأة تبلغ تكلفتها حوالي 300 مليون دولار. ولكن بدون عقد فيدرالي لتطوير لقاح للإنفلونزا،

قال كلارك إن مساهمي شركة ميديكاغو كانوا متخوفين بشأن إلقاء الأموال في مبنى لم يكن له هدف بعد. وفي بداية عام 2020. لم يتم الانتهاء منه بعد.

في مارس/آذار، أعلنت الحكومة الفيدرالية أنها ستمول جهود لقاح COVID-19 في Medicago. بعد سبعة أشهر، وقعت الحكومة الفيدرالية اتفاقية تصل قيمتها إلى 173 مليون دولار لتسريع تطوير لقاح ميديكاغو وتأمين الجرعات واستكمال مصنع التصنيع. حيث أعلن جوستن ترودو عن استثمار 214 مليون دولار لتطوير لقاح مصنوع في كندا.

أقرت مؤسسة الابتكار والعلوم والتنمية الاقتصادية الكندية “بتراجع استمر لعقود” في التمويل الفيدرالي. مشيرة إلى أن “مبادرات دعم مباشر محددة وواسعة النطاق، مثل برنامج كندا للشراكة التكنولوجية … قد انتهت في عام 2006.” وتقول إنها تعمل الآن بنشاط لدعم إعادة بناء قدرة التصنيع الحيوي في كندا.

قال كلارك: “الحقيقة أن الأمر استغرق covid19 لاتخاذ قرار”

من المرآب إلى مؤسسة تجارية عالمية

قال الدكتور وارد، المسؤول الطبي في ميديكاغو: “لا يوجد الكثير من الشركات في صناعة الأدوية التي انتقلت من مرآب لتصليح السيارات إلى مؤسسة تجارية عالمية”

كان المرآب ذو عرضين، في منزل لا يزال قيد الإنشاء ويطل على نهر سانت لورانس. في عام 1997، أنشأ فرانسوا أركاند، وهو خريج ماجستير في إدارة الأعمال حديثًا، وصديق طفولته لويس فيليب فيزينا، وهو باحث نباتات في الزراعة الكندية. أحد المكاتب الأولى لما كان سيصبح ميديكاغو.

في يوليو/تموز الماضي، أعلنت شركة Medicago عن شراكة جديدة مع شركة أدوية كبرى أخرى. GlaxoSmithKline إحدى الشركات المصنعة الرائدة لمنتجات الإقلاع عن التدخين، مع علامات تجارية مثل Nicorette و NicoDerm patch. سوف تستخدم شركة Medicago مادة GSK المساعدة في لقاح COVID-19 لتضخيم فعاليتها.

80 مليون جرعة متوقعة في عام 2021

اليوم، تعكس وتيرة البناء في مصنع الإنتاج الجديد لميديكاغو على الجانب الشمالي الشرقي من مصنع مدينة كيبيك.

إذا أعطتها وزارة الصحة الكندية الضوء الأخضر، تتوقع Medicago تقديم 80 مليون جرعة من لقاح COVID-19 الخاص بها هذا العام، مما يضاعف ذلك في عام 2022. بحلول الوقت الذي تعمل فيه المنشأة الجديدة بشكل كامل في أواخر عام 2023 أو أوائل عام 2024. فإنها تأمل في أن تنتج مليار جرعة في السنة.

كندا_لايف_Canada_Live